المنطقة الحرة

القراءة لعمر طاهر مضاد طبيعي للاكتئاب

رغم أننا لم نتقابل من قبل، فإنني أعتبر عمر طاهر صديقًا حميمًا يمكن الجلوس معه في المقهى وتبادل الحديث في شتى المواضيع الشخصية دون حرج..

فقد جعلتني كتاباته أستشعر هذه الحميمية تجاهه.. وهي أول نقطة تُحسب له من وجهة نظري.. فحين تقرأ له  تشعر وكأنك في حضرة صديق مقرّب يمكنك أن تحكي له عن العنكبوت الذي رأيته في الحمام وذكرياتك مع شريط كاسيت عمرو دياب و ذكريات سيارتك الأولى.. هذا صديق مسلٍّ يحكي، لا كاتبًا متحذلقًا يُنظّر!

والقراءة لعمر طاهر  يمكن اعتبارها مطهرًا للروح ومضادًا طبيعي للاكتئاب.. نظرة مدهشة للعالم غير محمّلة بأجندة خفية سوى إسعاد القارئ بكل ما هو جميل ومدهش.. بعد يناير وفي أوج الانقسام السياسي وإغواء الثرثرة والتنظير، لم ينجرف عمر طاهر بمعجزة ما لهذا، وظل محافظًا على خطه الممتع ومواضيعه الذكية، وكأنه كاتب خارج الزمن.. حتى حين يتحدث عن أزمات تضايقه يظل في أسلوبه ذلك السحر الذي تشعر معه ان الحياة ليست بهذا السوء!

والمثير أكثر من غيره في عمر طاهر، أنه عابر للتخصصات، وهي مهارة أقدّرها كثيرًا.. فهو مؤلف كتب وسيناريست وصحفي ومؤلف أغاني ومقدم تليفزيوني وغير ذلك.. تعجبني مغامراته وممارسته لما يتحمس له دون رادع التصنيف الوظيفي.. هو حالة متفردة وهذا ما يجعله عمر طاهر.

ربما لم نتقابل وجهًا لوجه بعد يا عمر -اسمح لي أن أناديك بذلك فأنت صديقي الحميم حتى إن لم تعرف ذلك إلا الآن!- لكني قابلتك أكثر مما تتخيل في كل حرف تكتبه وتعبّر به عما يجول بخاطر آلاف القراء دون تكلف أو ادّعاء، وفي كل مغامرة جديدة أقدمتَ عليها دون خوف من نتائجها.

كل عام وأنت مبدع.

الكاتب ورسام الكاريكاتير شريف عرفة


اقرأ أيضًا:

مَن علَّم عمر طاهر حب “الدعبسة”؟

عمر طاهر.. رمز شبابي للثقافة والمعرفة

موقف مع عمر

 

Comments

التعليقات

أظهر المزيد

مقالات مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى