ضاد

تنوين الفتح.. على الألف أم على الحرف الذي يسبقه؟

هل نرسم تنوين الفتح المتبوع بألف الإطلاق على الألف أم على الحرف السابق للألف؟

بصيغة أخرى: هل نكتب “كتابًا” أم “كتاباً”؟ “أملًا” أم “أملاً”؟ “طريقًا” أم “طريقاً”؟

الحقيقة أنه توجَد مدرستان لهذا الأمر، فتجد أن أهل الشام يرسمون تنوين الفتح على الألف، وأهل مصر والحجاز يرسمونه على الحرف السابق للألف، فأيهما أدقّ؟
لا أحد يملك الحقيقة في هذا الأمر، بل هي وجهات نظر وآراء، بعضها قد يُقنِعك وبعضها قد لا يفعل. ورأينا أن الأدقّ والأصوَب هو رسم تنوين الفتح على الحرف الذي يسبق ألف الإطلاق، لا على الألف نفسها، أما الأسباب فكالتالي:


أولًا: تستند المدرسة الشامية التي ترسم التنوين على الألف إلى أن التنوين نون ساكنة، والألف حرف ساكن، ولا يصحّ أن يتتالى ساكنان، لهذا يجتمعان معًا في موضع واحد.
كما تستند هذه المدرسة إلى أن التنوين في العموم موضعه هو نهاية الكلمة، لهذا فالأوجب رسمه على الألف لا على الحرف الذي يسبقها.
ونردّ على النقطة الأولى بأن عدم التقاء ساكنَين هو أمر يخصّ النطق لا الرسم، إضافةً إلى أنه إذا كانت الكلمة منوَّنة بالفتح وفيها ألف الإطلاق، فإننا إما سننطق التنوين، وإما سننطق ألف الإطلاق، فكلمة “كتابًا” إما أن ننطقها “كتابَنْ” وإما أن ننطقها “كتابَا” (عند الوقف)، وفي الحالتين لن يجتمع سكون التنوين مع سكون ألف الإطلاق الممدودة.
فالتقاء الساكنين هنا حدث رسمًا لا نُطقًا، كما أن رسم التنوين فوق الألف لا يعني أبدًا أن الساكنين لم يلتقيا رسمًا، وبنفس منطق هذه المدرسة فإنه لا يمكن أن نضع أي علامة ضبط على ألف المدّ.

ونضيف على كل هذا ما يلي:


1- علامات التنوين عمومًا تُرسَم على الحرف المنوَّن، فنرسمها على باء “كتاب” في حالتي الكسر والضم (كتابٍ، كتابٌ)، وعلى قاف “طريق” في الحالتين أنفسهما (طريقٍ، طريقٌ)، إلخ، فما الذي يجعل التنوين يترك هذا الحرف عند تنوين الفتح؟ أليس هذا أدعى إلى أن نرسمه على الحرف الذي رُسم عليه التنوينان الآخَران؟


2- كما أنه عند تنوين الفتح قد لا تُرسَم الألف أصلًا، وذلك إذا انتهت الكلمة المنوَّنة:
– بهمزة مرسومة على ألف: خطأً – مبتدَأً – نبَأً – إلخ.
– بهمزة مسبوقة بألف مد: بناءً – سماءً – ابتداءً – أخطاءً – إلخ.
– بتاء مربوطة: قصةً – مدرسةً – ضربةً – حياةً – إلخ.
– بألف مقصورة: هدًى – مستشفًى – ندًى – زِنًى – إلخ.
– بألف مدٍّ: عصًا – نَدًا – إلخ.


في كل هذه الحالات لا توضع ألف إطلاق كما نعلم جميعًا، ويُرسَم تنوين الفتح على الحرف المنوَّن.


وفي النهاية أذكر نقطة واحدة: الحرف المضموم يُرسَم فوقه ضمة، والمفتوح يُرسم فوقه فتحة، والمكسور يُرسم تحته كسرة، والساكن يُرسم فوقه سكون، والمنوَّن بالكسر يُرسَم تحته تنوين كسر، والمنوَّن بالضم يُرسَم فوقه تنوين ضمّ… فما المنطق في أن لا يُرسَم تنوين الفتح على الحرف المنوَّن نفسه؟!

هذا المحتوى ينشر بالتعاون مع صفحة نحو وصرف على فيس بوك


Comments

التعليقات

أظهر المزيد

مقالات مرتبطة

‫3 تعليقات

  1. أنا بس كنت عايزة اسأل هو الموقع مش بيقدم انه يبعت ميل لما يتنشر بوست جديد؟ المدونة بجد مفيدة جدا ومش عايززة يفوتني ولا حاجة 🙂 فقولت اسال
    ولو مفيش مش ممكن تحطو التعديلة دي في خطة التطوير 🙂

    تسلمو جدا على مجهوداتكم المشكورة بصراحة

  2. فعلًا دا إللي بيحصل بالشام ومصر إضافة إن التنوين على الحرف المسبوق بالألف هو الصح ودا الأغلب إللي بعمله شكرًا أوي على المجهودات دي ❤

  3. أنا أقول لك إن وضع تنوين الفتح على الألف هو الصح، لأن الكلمة المنونة بالفتحة عندما تقف عندها تنطقها بالمد، و هذا لأنك تقلب الفتحتين في آخر الكلمة إلى سكون و لو كان التنوين على الحرف قبل الألف لبقي التونين موجودا و ما صح نطقها بالمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى