ضاد

أنواع الرسم الإملائي.. أو: لماذا لا يحتجّ بالقرآن في الكتابة؟

1421151190_57419

ملخّص:

للرسم الإملائي، ثلاثة أنواع، كتابة المصحف، ولا يحتج بها، لأنها مخصوصة للقرآن الكريم، والكتابة العروضية، ويتبعها الشعراء لضبط أبياتهم، والكتابة القياسية، التي استقر العلماء على قواعدها، ونكتب بها اليوم.

……………….

الرسم الإملائي، ليس نوعا واحدا، وإنما ثلاثة:

1.كتابة المصحف

كان النبي، صلّى الله عليه وسلم، عندما يأتيه سيدنا جبريل بالقرآن، يأمر كتبة الوحي بتدوينه، على الجلد وجريد النخل والحجارة.

وفي زمن الخليفة أبي بكر الصديق، مع انتشار حروب الردّة، سقط عدد كبير من حفظة القرآن في المعركة، فاقترح عمر بن الخطاب على الصديق جمعه، فكلّف بذلك زيد بن ثابت، فجُمع في مصحف واحد، لأول مرة، وفي عهد عثمان بن عفان، مع انتشار المد الإسلامي في كثير من البلاد التي لا تجيد العربية، خُشي من الاختلاف في قراءته، فأمر بنسخه بلغة قريش، ووزّع على الأقاليم.

وسمّي خط المُصحف بالرسم العثماني، نسبة للخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه.

وفي عهد الخليفة الأموي، عبد الملك بن مروان، المتوفّى سنة 86 هـ، تمّ إعجام المُصحف، أي وضع النقط به وضبطه بالشكل، عندما انتشر الخطأ في تلاوته، وكانت الفتحة تمثّل بنقطة فوق أول الحرف، والضمة نقطة على آخر الحرف، والكسرة نقطة تحت أول الحرف، وفقًا لما اقترح أبو الأسود الدؤلي، ثم جاء الخليل بن أحمد الفراهيدي، المتوفى سنة 170 هـ، فوضع علامات الضبط المعروفة اليوم، ووضع علامة الألف المحذوفة، والإقلاب، والإدغام، والإخفاء.

وفي القرن الثالث الهجري، زيدت علامات أخرى في المصحف، واستمّرت كتابته بالرسم العثماني حتى يومنا هذا.

وقد خالف الرسم العثماني، الرسم الإملائي في عدة أشياء، منها الحذف: كحذف اللام من “الليل”، وكتابتها “اليل”، وحذف الياء من “النبيين”، وكتابتها “النبين”. ومنها الزيادة: مثل زيادة الواو في “سأوريكم” وأصلها “سأريكم”، وزيادة الياء في “بأييد” وأصلها “بأيد”. ومنها كتابة الهمزة: كقوله تعالى “يبدؤا” وأصلها “يبدأ”، و”إيتائ” وأصلها “وإيتاء”. ومنها البدل: كقوله تعالى “الصلوة” وأصلها “الصلاة”، وغيرها.

والرسم العثماني “توقيفي” أي إنه وقف على القرآن، فلا يكتب القرآن إلا به، ولا يكتب به إلا القرآن.

229

  1. الكتابة العروضية

علم العروض، اخترعه الخليل بن أحمد الفراهيدي، وهو فن يعرف به أوزان الشعر، وله طريقة معينة في الكتابة، فما ينطق يكتب، وفيه تكتب “اششمس” بدلا من “الشمس”، و”بيتن” بدلا من “بيت”.

ولا تجوز الكتابة بهذه الطريقة في غير الشعر.

حتى الشعراء أنفسهم لا يلجؤون لهذا، إلا حال الرغبة في وزن بيت من الشعر، أو إيحاد الكسر فيه، أمّا ما يظهر في النهاية للجمهور، فالكتابة بشكلها القياسي التقليدي.

gormfken6lzc

3.الكتابة القياسية

وتسمى أيضًا الاصطلاحية، أو الكتابة الحديثة.

وهي القواعد الإملائية التي نعتمد عليها اليوم في كتابتنا، ووضعها العلماء بناء على دراسات متعمّقة، ومراعاة تطوّر اللغة عبر العصور.

والخلاصة: لا يؤخذ بالكتابة العروضية، أو الرسم العثماني، في الكتابة الحديثة، وإنما يؤخذ فقط بالكتابة القياسية.

121e578403a46ec292e036487e64853d

Comments

التعليقات

أظهر المزيد

مقالات مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى