كتابة المحتوى

ما الذي لا يستطيع الذكاء الاصطناعي فعله؟

على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي قد تطور بشكل كبير أخيرًا، وأصبح داخلًا في عديد من المجالات التي تزيد يومًا بعد يوم، فلا يزال هناك عديد من الأشياء التي لا يستطيع فعلها بالشكل المطلوب أو المتوقع منه، من بينها مثلًا:

  1. التفكير خارج الصندوق: يمكن للذكاء الاصطناعي تعلّم الأنماط والقواعد، لكنه يصعب عليه التفكير بطرق جديدة ومختلفة، وكل فكرة ذكية يصل إليها سوف تجد لها أصلًا في برمجته.
  2. فهم بعض أساليب اللغة: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحدث بلغات مختلفة وأن يكتب نصوصًا، هذا صحيح، لكنه للآن قد يواجه صعوبة في فهم بعض الأمور اللغوية المُعقَّدة مثل الألغاز والألفاظ مزدوجة المعاني.
  3. التعامل مع الأمور الغامضة والمجهولة: يمكن للذكاء الاصطناعي التعلم من البيانات المتاحة له، لكن لا يمكنه التعامل مع الأمور التي لا توجد لها بيانات مسبقة أو تاريخيّة.
  4. التفاعل مع العالم الحقيقي بدرجة كافية: تتطلب بعض المهام التي تتطلب التفاعل مع العالم الحقيقي، مثل القيادة الآلية، مستوى عاليًا من الدقة والتكيّف مع المتغيرات المحيطة، وسرعة الاستجابة وفق متغيرات عديدة، وهو ما يصعب على الذكاء الاصطناعي تحقيقه بدرجة كافية، حتى الآن، وإن كان قد قطع شوطًا لا يستهان به في هذه المساحة.
  5. الافتقار إلى العاطفة: الذكاء الاصطناعي في النهاية برنامج، كود، يمكنه الاستفادة من الأخطاء التي يرتكبها والتعديل من نفسه، وتطوير مهاراته، لكنه مع ذلك يفتقر إلى الحس العاطفي، الذي هو مزيّة إنسانية خالصة، لذا ربما تلمس براعته في كتابة قصة قصيرة، أي تجد فيها كل العناصر المُميزة للقصة القصيرة من حبكة وصراع ولحظة تنوير كما يقول النقاد، مع ذلك ستشعر أنها باردة وخالية من الشعور، أن آلة بالفعل وراء كتابتها!

لكن المثير أن خضوع الذكاء الاصطناعي للتطور باستمرار، في مدد زمنية قصيرة، عكس السابق الذي كانت التطورات الكبرى التي تغير من حياة الإنسان تستغرق سنوات، فمن المرجح أن يصل إلى قدرات تفوق توقعاتنا، لكنه بلا شك لا يزال بعيدًا عن مستوى الذكاء البشري الذي صُنع في الأساس لمحاكاته والتشبه به!

ما الجوانب التي يتفوق فيها الذكاء البشري على الذكاء الاصطناعي؟

صدق أو لا تصدق، لكن الذكاء البشري لا يزال يتفوق على الذكاء الاصطناعي في عديد من الجوانب، مثل:

  1. التعرف على المشاعر: يعتبر التعرف على المشاعر والتفاعل مع الآخرين من الأمور التي يتمتع بها الإنسان بشكل خاص، والتي يصعب تحقيقها بنفس الدرجة في الذكاء الاصطناعي، صحيح أنها تحدث، لكن ليس بالدقة التي يملكها الإنسان ذو الحواس المتعددة والقدرة التحليلية اللحظية والذاكرة والخبرات السابقة بالتأكيد.
  2. الإبداع والتفكير الخلَّاق: يمتلك الإنسان القدرة على الإبداع والتفكير الخلَّاق، والتي تعتبر صعبة التحقيق في الذكاء الاصطناعي الحاليّ، وما يحدث أنه يعيد تدوير ما بُرمج عليه، لكنه لا يتجاوزه أبدًا.
  3. التعامل مع المواقف المعقدة: يمتلك الإنسان القدرة على التعامل مع المواقف المعقدة والمتغيرة بشكل فعَّال، والتي يصعب على الذكاء الاصطناعي التعامل معها في بعض الحالات.
  4. التفاعل مع العالم الحقيقي بشكل شامل: يمتلك الإنسان القدرة على التفاعل مع العالم الحقيقي بشكل شامل، يدعمه في ذلك الحواس الخمس (البصر والسمع واللمس والشم والتذوق) لاستيعاب المعلومات، وتحليلها، والتفاعل معها لحظيًا، وهو مجال يصعب على الذكاء الاصطناعي تحقيقه بشكل كامل.

على الرغم من ذلك، فإن الذكاء الاصطناعي يمتلك بالفعل عديدًا من المزايا الفريدة التي تجعله يتفوق على الذكاء البشري في بعض الجوانب، مثل القدرة على تحليل البيانات بشكل سريع وفعال واستخلاص المعلومات الصحيحة منها بشكل دقيق، ولا شك أن الأيام المقبلة سوف تشهد مزيدًا من التطوير الذي نرجو أن يكون في صالح الإنسان في النهاية!

هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتعلم التعرف على المشاعر والتفاعل مع الآخرين؟

نعم، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتعلم التعرف على المشاعر والتفاعل مع الآخرين. في السنوات الأخيرة، طُوِّر عديد من التقنيات والنماذج الحاسوبية التي تتيح للذكاء الاصطناعي التعرف على المشاعر والتفاعل مع الآخرين بطرق مختلفة، وإن لم يل ذلك إلى درجة الكمال حتى الآن.

على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل النصوص والكلمات المستخدمة في الاتصالات الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي لتحديد المشاعر والمواقف الإيجابية والسلبية والمزاجية للأفراد، كما يمكن له استخدام الصور والفيديوهات للتعرف على التعابير الوجهية والحركات الجسدية والأصوات لتحديد المشاعر والمواقف.

ومن الممكن استخدام هذه التقنيات لتطوير تطبيقات وأنظمة الذكاء الاصطناعي التي تتفاعل مع المستخدمين بطريقة ذكية، وتعتمد على تحليل المشاعر، ومن ثمَّ تحسين تجربة المستخدمين في عديد من المجالات مثل العلاقات الاجتماعية والصحة النفسية والعمليات التجارية.

ومن أمثلة تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تعتمد على تحليل المشاعر:

  1. تحليل مشاعر العملاء: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل مشاعر العملاء في الاتصالات الهاتفية والبريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي، لتحديد مستوى الرضا عن الخدمة المقدمة وتحسين تجربة العملاء.
  2. تحليل المشاعر في الوسائط الإعلامية: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل المشاعر في الأخبار والمقالات والفيديوهات والصور وتحديد مدى الإيجابية والسلبية والمزاجية للمواد الإعلامية.
  3. تحليل المشاعر في الصحة النفسية: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل المشاعر والأعراض النفسية للمرضى وتحديد مدى تحسن حالتهم بعد العلاج، لتحسين جودة الرعاية الصحية.
  4. تحليل المشاعر في الوسائل التعليمية: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل مشاعر الطلاب وتقييم مدى فهمهم للمواد التعليمية، وذلك لتحسين جودة التعليم وتحديد المناهج التعليمية الفعالة.
  5. تحليل المشاعر في الإعلانات: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل مشاعر الجمهور تجاه الإعلانات وتقييم مدى نجاح الإعلانات في الوصول إلى الجمهور المستهدف.

في النهاية لا بد من التأكيد أن الذكاء الاصطناعي صديق لا عدو، إذا أحسنَّا استخدامه، وجعلناه معاونًا لا مديرًا، واستمررنا في الاطلاع على تقنياته وتسخيرها في أعمالنا بما يحقق دقة الأداء ورفع الإنتاجية وجودة النتائج.

اقرأ أيضًا: 

“ترند” و”ترويقة”.. وحيلة اللغة العربية للبقاء على قيد الحياة

كيف تبدأ استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة المحتوى؟

أهم أدوات الذكاء الاصطناعي للصحفيين

Comments

التعليقات

أظهر المزيد

مقالات مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى