الذكاء الاصطناعي ببساطة

أحلام مؤجلة.. كيف اتسعت الهوة في سوق العمل بين الواقع وشغف الطفولة!

كيف تحلل البيانات وتنتج الرسومات البيانية بالذكاء الاصطناعي

 على صفحتي بفيس بوك طرحتُ سؤالًا عن المهن الحالية التي يشغلها المتابعون، والمهن التي كانوا يتمنون العمل بها عندما كانوا في بداية طريقهم العملي، في محاولة لتلمّس إلى مدى استطاعوا تحقيق ما يحلمون به، وما الأسباب التي أدت بهم إلى هذه الطرق.

وباستخدام الذكاء الاصطناعي، حللنا البيانات واستطعنا الخروج منها بعديد من الإحصاءات، إذ بلغت التعليقات نحو 165 تعليقًا، وكشفت عن فجوة كبيرة بين الواقع المهني والتطلعات الشخصية، إذ أظهرت أن الغالبية العظمى من المشاركين يعملون في وظائف “تقليدية” أو “خدمية” (تدريس، مبيعات، موارد بشرية)، فيما كانت أحلامهم تتجه إلى مجالات “إبداعية” أو “غير نمطية” (فنون، طيران، طب شرعي، سيرك).

أما عن أعمار المشاركين، فبلغ متوسطها 37.5، أكبرهم 70 عامًا فيما كان أصغرهم 18 عامًا فقط، أما من رفضوا ذكر أعمارهم فكانوا جميعًا من النساء.

الواقع الحاليّ

سيطرت قطاعات مُحددة على التسميات الوظيفية الحالية، وبدا أنها الملاذ الآمن أو المتاح في سوق العمل، وجاءت كالآتي:

  • قطاع التعليم: نسبة كبيرة تعمل في التدريس، عبَّر أغلبهم عن عدم الرضا (مثال: “بشتغل شغلانة تقرف وهي التدريس”).
  • قطاع الخدمات واللغات: الترجمة (التحريرية)، خدمة العملاء، والموارد البشرية .
  • المهن الحرة المزدوجة: يوجد اتجاه كبير لدى المعلقين للجمع بين وظيفتين، غالبًا وظيفة حكومية لضمان الدخل، ووظيفة أخرى خاصة.


الحلم

 أما في ما يخص ماذا كان يريد المتابعون أن يعملوا، أو ماذا كان شغفهم فقد تميزت أحلامهم بالتنوع الشديد والميل نحو الظهور والتأثير والإبداع، مثلًا:

  • الفنون والإعلام: تكررت رغبات العمل في (الصحافة، الإذاعة، الرسم، الغناء، العزف).
  • الغرابة والتميز: برزت أحلام غير مألوفة تعكس رغبة في الهروب من الروتين، أبرزها: صيدلانية كان حلمها العمل في السيرك، ومترجمة كان حلمها العمل في الطب الشرعي تأثرًا بشخصية “المحقق كونان”.
  • التكنولوجيا: أبدى الجيل الأكبر (40+) رغبة في أن يكونوا مبرمجين، مما يعكس إدراكهم لقيمة هذا المجال الآن.

مفارقات رقمية وإنسانية

تحليل البيانات اشتمل على عدد من المفارقات الجديرة برصدها، مثلًا:

  • العمر:
    • متوسط أعمار المعلقين يقترب من 38  عامًا، وهو سن النضج المهني، مما يجعل اعترافاتهم بـ “ما كانوا يتمنون” تحمل طابع الحنين أو الندم أحيانًا، والتصالح مع الواقع أحيانًا أخرى.
  • التخصص:
      • مهندس مدني: يحلم بتدريس اللغة العربية.
      • مدرس تربية فنية : يحلم أن يكون نحاتًا حرًا (هو في المجال نفسه لكنه مقيّد بالوظيفة).
  • الرضا الوظيفي:  رغم الفجوة، ظهرت فئة متصالحة مع واقعها ومرحبة به، مثل من يعمل في الـ IT ويحب مجاله، أو من تعمل كاتبة وترى أنها ليست بعيدة عن حلم الصحافة.

كما حملت البيانات بعض الأحلام الطريفة المميزة، مثل، راعي غنم، مليارديرة، ساويرس أو أبو هشيمة، نبات “بدلًا من إنسان”، بائع كتب.

وربما أكثر ما يمكن استنتاجه من البيانات أن سوق العمل فرض مسارات نمطية (التدريس، الأعمال المكتبية) على حساب المهارات الإبداعية والفنية، كما تظهر البيانات ظاهرة “التخلي عن الحلم” مقابل “الأمان الوظيفي” مع تقدم العمر، إذ تحول كثيرون من “مبدعين محتملين” إلى “موظفين بيروقراطيين”، مع احتفاظهم بحنين دائم لنسخهم القديمة.

 

اقرأ أيضًا:

صناعة الصور بالذكاء الاصطناعي.. عدسة جديدة لمطالعة التاريخ أم مرآة مشوهة؟

فيديو.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصبح طبيبًا نفسيًا حقيقيًا؟

كيف تبدأ استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة المحتوى؟

ما الذي لا يستطيع الذكاء الاصطناعي فعله؟

Comments

التعليقات

أظهر المزيد

مقالات مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى